شهد الموسم الأول لكيليان مبابي مع ريال مدريد الكثير من الجدل، والآن قرر النجم الفرنسي الدولي أن يجري تغييرًا يأمل أن يُمهد الطريق لفصل جديد أكثر نجاحًا في مسيرته بإسبانيا.
رغم أنه أنهى موسم 2024/25 كأفضل هدّاف لفريق لوس بلانكوس محققًا 44 هدفًا في 59 مباراة، فإن مساعي كارلو أنشيلوتي للفوز بالألقاب باءت بالفشل.
مع بداية عهد جديد تحت قيادة المدرب تشابي ألونسو، تغيرت الأجواء في ملعب سانتياغو برنابيو، ومن بين هذه التغييرات كان تخصيص رقم قميص جديد للنجم الفرنسي.
حينما كان مبابي ضمن صفوف باريس سان جيرمان، كان القميص رقم 7 مرتبطًا به بشكل كبير، لكن هذا الرقم في ريال مدريد يعود إلى فينيسيوس جونيور، الأمر الذي دفعه لارتداء القميص رقم 9 عوضًا عنه. ومع ذلك، ومع رحيل لوكا مودريتش بنهاية الموسم، أصبح القميص رقم 10 شاغرًا، وهو الرقم الذي سيبدأ مبابي بارتدائه في موسم 2025/26 وفقًا لتقرير صحيفة ماركا.
قد يُثير هذا التبديل في رقم القميص بعض انزعاج المشجعين الذين اقتنوا القميص القديم برقم 9، ولكنه أيضًا يحمل رسالة رمزية موجهة للمدرب الجديد ألونسو. مبابي معروف دائمًا بتصريحه العلني حول استعداده للعب في أي مركز يخدم الفريق.
عند توقيعه للنادي، أكد: “يمكنني اللعب يمينًا، يسارًا أو في الوسط. أينما يريد المدرب، سأكون. لا يهم المركز بقدر ما يهمني المساهمة في الفريق وتسجيل الأهداف”.
لكن على المستوى الشخصي، تبدو الأمور أكثر تعقيدًا، فمبابي اكتسب سمعة بأنه يصرح أمام الإعلام بما يرغب المشجعون بسماعه لكنه يظهر حقيقة آرائه خلف الكواليس. ففي باريس سان جيرمان، أبدى غضبه عند وضعه كمهاجم مركزي وانتقد المدرب كريستوف جالتييه في منشور شهير عبر إنستغرام بعنوان “عصابة المحور”.
هذه المشاعر لاحقته إلى ريال مدريد؛ حيث أشارت صحيفة “سبورت” نقلًا عن مصدر مجهول قريب من النادي إلى أن مبابي لم يكن مرتاحًا بالدور الذي يلعبه كصانع ألعاب، مؤكداً أنه “لا يرغب باللعب كمهاجم مركزي”.
اختيار القميص رقم 10 بدلاً من الرقم 9 الذي غالبًا ما يرتبط بأبرز مهاجمي العالم قد يكون رسالة واضحة بأنه لا يرى نفسه مهاجمًا صريحًا على المدى الطويل في خطط ألونسو.
من جهة أخرى، هذا التحول قد يزيد الضغط على فينيسيوس جونيور الذي يعيش فترة غير مستقرة داخل النادي ويواجه صعوبة في تمديد عقده وسط اهتمام أندية الدوري السعودي. إذا أصبح مبابي بديلًا محتملًا لجونيور في مركز الجناح الأيسر، فإن احتمالات بيع النجم البرازيلي مقابل مبلغ قياسي عالمي واستخدام الأموال لاستقطاب مهاجم رئيسي تصبح حقيقية جداً.
على المدى القريب، يبدو أن ألونسو يعتمد على خطط تكتيكية مثل 3-5-2 أو 4-3-1-2 والتي تحد من دور الجناح التقليدي الذي يفضله كل من مبابي وفيني جونيور. هذا يدفع مبابي إلى اللعب كمهاجم ضمن ثنائي هجومي، وهو مركز ليس بعيدًا تمامًا عن خبراته السابقة مع المنتخب الفرنسي، إلا أنه كان يتمتع حينها بحرية أكبر في التحرك.
بقاء هذا التحدي قائماً سيرغم ألونسو على إيجاد إجابات لتحسين استفادة الفريق من مبابي. ومع مرور الوقت، بات واضحاً أن الأخير لا يرى دور المهاجم الصريح مناسباً لطموحاته على المدى الطويل داخل مشروع ريال مدريد.