لاعب ريال مدريد المخضرم يصبح عبئًا رياضيًا وماليًا على النادي

لاعب ريال مدريد المخضرم يصبح عبئًا رياضيًا وماليًا على النادي

ريال مدريد يواجه تحديًا معقدًا في إدارته لوضع مدافعه المخضرم ديفيد ألابا، الذي كان ذات يوم أحد أعمدة دفاع الفريق الأساسية. إلا أن الأوضاع قد تغيرت بشكل كبير، حيث هبط النجم النمساوي إلى مرتبة بعيدة في ترتيب خيارات المدافعين لدى المدرب، نتيجة لعوامل متعددة أبرزها تكرار الإصابات التي لاحقته وأعباء راتبه الكبير على ميزانية النادي.

مصاعب ألابا بدأت في عام 2023 عندما أصيب بتمزق خطير في الرباط الصليبي، وهي إصابة أثرت بشكل كبير على مسيرته مع الفريق الملكي. رحلة التعافي من تلك الإصابة لم تكن سهلة؛ فقد استغرقت 399 يومًا كاملًا قبل أن يتمكن ألابا من العودة رسميًا للملاعب في يناير 2025. لكن هذه العودة لم تكن بمثابة بداية جديدة بل حملت معها سلسلة أخرى من النكسات الطبية، والتي أدت إلى تقييد مشاركاته في الموسم الماضي ليقتصر ظهوره على 14 مباراة فقط.

وكانت هذه المشاركات أيضاً باهتة ومحدودة، حيث شارك ألابا أساسيًا في خمس مباريات فقط وأكمل مباراة واحدة فقط كاملة. الأمر تفاقم أكثر في فبراير، حيث تعرّض لإصابة في العضلة المقربة، تبعتها إصابة أخرى أكثر خطورة تمثلت في تمزق غضروفي في أبريل، وهو ما استدعى تدخلاً جراحيًا جديدًا. هذه المشكلات الصحية المتلاحقة جعلته خارج التشكيلة لفترة طويلة، ووضع النادي في موقف محرج حيث بات من المستحيل عمليًا الاعتماد عليه.

خلال فترة غياب ألابا الطويلة، أجرى ريال مدريد تحولات كبيرة لتعزيز صفوف دفاعه، مع تصعيد مواهب شابة مثل راؤول أسينسيو والتعاقد مع دين هويسن لتقوية خيارات الخط الخلفي. وعلى مستوى الظهير الأيسر، بات الفريق يتمتع بتنوع واضح بوجود لاعبين كألفارو كاريراس، وفران جارسيا، وفيرلاند ميندي الذين يتنافسون بشراسة على مكان في التشكيلة الأساسية.

لكن مشكلات ألابا لا تتوقف عند الجانب البدني فقط؛ فالعامل المالي يلقي بظلال ثقيلة على وضعه مع النادي. فهو أحد أعلى اللاعبين أجرًا براتب صافي يصل إلى 22.5 مليون يورو سنويًا، بالإضافة إلى عقد طويل الأمد يستمر حتى يونيو 2026. وفي ظل العجز الواضح عن الاعتماد عليه بدنيًا داخل الميدان، يتحول هذا الراتب الضخم إلى عبء يضغط على إدارة النادي.

في الوقت الحالي، داخل أسوار سانتياغو برنابيو، يزداد الوعي بأن استعادة ألابا لمستواه السابق قد تكون أمرًا بعيد المنال. الإدارة ترى أن بيعه أو حتى إعارته ربما يكون الخيار المثالي لتخفيف الأعباء المالية، إلا أن عدم تلقي أي عروض جادة حتى الآن يعكس حجم الشكوك المحيطة بقدرته على الاستمرار في اللعب بالمستويات العالية التي يتطلبها فريق مثل ريال مدريد.

مقالات ذات صلة