يسعى مانشستر سيتي، النادي الذي لطالما تميز بسياساته الذكية في سوق الانتقالات، إلى إعادة تنظيم خط دفاعه في مركز حراسة المرمى، ويبدو أن خطة جلب جيمس ترافورد مرة أخرى إلى ملعب الاتحاد قد بدأت تأخذ شكلًا واضحًا، لكن هذه الخطوة تظل مرهونة بعدة عوامل معقدة تؤثر على قرارات النادي. إذ يتطلب هذا التحرك بيع أحد حراس المرمى الحاليين، سواء إيدرسون أو ستيفان أورتيجا، لإفساح المجال لترافورد الذي برز في الأشهر الماضية كواحد من الحراس الواعدين في إنجلترا، وهو ما عزز اهتمام نيوكاسل بضم اللاعب أيضًا.
النادي التركي جالطة سراي أبدى اهتمامًا بإيدرسون، حارس المرمى البرازيلي صاحب الـ31 عامًا، إلا أن مانشستر سيتي لم يتلق أي عرض رسمي حتى الآن. يُذكر أن عقد إيدرسون ينتهي الصيف المقبل، مما يجعل الانتقال خلال الفترة الحالية خيارًا منطقيًا للنادي لتجنب خسارته مجانًا. وفي ظل بقاء أورتيجا أيضًا في عامه الأخير من عقده وعدم وجود محاولات جادة من بيرنلي لضمه كما أُشيع، يبدو أن إدارة مانشستر سيتي تحت ضغط لتسريع خطواتها.
يخطط فريق السيتي لإعادة جيمس ترافورد، الذي غادر النادي قبل عامين مقابل 19 مليون جنيه إسترليني، وهو الآن ضمن اهتمامات نيوكاسل الذي يُظهر رغبة قوية في التعاقد معه كخيار أول ليحل محل نيك بوب. ومع ذلك، فإن الأولوية بالنسبة لترافورد قد تكون العودة إلى مانشستر سيتي بعد قضاء سنوات طويلة كلاعب أكاديمية في النادي دون أن يحظى بفرصة اللعب مع الفريق الأول.
كجزء من التطورات الأخيرة، اعتبر بيرنلي انتقاله إلى نيوكاسل خطوة محتملة لكنه رفض عرضين سابقين لتعكس بذلك الأهمية التي يحملها اللاعب للنادي بعد تألقه اللافت معهم في دوري الدرجة الأولى الموسم الماضي. ومن المتوقع أن يسعى بيرنلي إلى التوصل لحل عاجل لهذه المسألة كي يتمكن من إيجاد بديل مناسب في فترة الانتقالات الصيفية الحالية.
ومن الجدير بالذكر، أن مانشستر سيتي يمتلك خيار إعادة شراء اللاعب مقابل 40 مليون جنيه إسترليني وفق الاتفاق السابق مع بيرنلي. ويمنح هذا الخيار فريق السيتي فرصة مطابقة أي عرض مقبول من بيرنلي في غضون ثلاثة أيام فقط؛ مما يعزز فرص ترافورد للعودة إلى الاتحاد إذا تقدم نيوكاسل بعرض مرضٍ للنادي الحالي للاعب.
على الجانب الآخر، يواجه مانشستر سيتي تحديات تتعلق بتشكيلته الخارجية بموجب قواعد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الخاصة بدوري أبطال أوروبا. إذ يمتلك الفريق حاليًا أربعة لاعبين أجانب يفوق العدد المسموح به، مما يزيد الضغط على النادي للتخلص من أحد اللاعبين الأجانب الحاليين. وإذا لم يتمكنوا من بيع إيدرسون أو أورتيجا في الوقت المناسب، فقد يجد السيتي نفسه مضطرًا لاستبعاد أحدهما من تشكيلته الأوروبية.
ومع استمرار هذه الدوامة من المفاوضات والشائعات، يشير الوضع الحالي إلى انتظار مانشستر سيتي لما ستؤول إليه الأمور المتعلقة بمستقبل إيدرسون. الحارس البرازيلي سبق وعبّر عن نيته إنهاء العام الأخير من عقده واستبعد فكرة الانتقال إلى السعودية بعدما كان هذا الخيار مطروحًا قبل سنة. بيب غوارديولا بدوره أبدى ارتياحه للوضع الحالي فيما يتعلق بمركز حارس المرمى خلال تصريحات أدلى بها مطلع الصيف.
ومع ذلك، يبقى جيمس ترافورد جزءًا أساسيًا من خطط مانشستر سيتي المستقبلية، حيث تُعتبر عودته خطوة مهمة على الصعيد الفني والإداري خاصةً مع امتلاكه إمكانيات كبيرة تجلت في استدعائه لمنتخب إنجلترا الشهر الماضي ضمن دليلٍ واضح على تطوره كلاعب شاب. ومع اقتراب النهاية المحتملة لفترته في بيرنلي، فإن الأيام المقبلة قد تشهد حسمًا لمسألة انتقاله إلى السيتي ليضيف بذلك مزيدًا من القوة والتوازن لتشكيلة غوارديولا الطموحة وتجديد التركيز على اللاعبين المحليين الذين تحتاجهم التشكيلة بموجب القوانين الأوروبية.