داني سيبايوس، لاعب خط وسط ريال مدريد، يبدو أنه يحمل اسم النادي أكثر مما يحمل قيمته الفعلية داخل الفريق. فقد أبدى رغبة صريحة في مغادرة النادي خلال الصيف الحالي، ولم يُخفِ ذلك عن الأنظار.
ما من شك أن مسيرة داني سيبايوس مليئة بالإنجازات رغم أنها لم تُكسبه حب جميع مشجعي ريال مدريد. فهو ليس من اللاعبين الحاسمين بشكل كبير، لكن حصيلة ميدالياته تتحدث عن نفسها. ومع ذلك، تظل المشكلة الأبرز: الجانب المالي.
راتب سيبايوس الكبير قد يكون ميزة شخصية بالنسبة له، لكنه عائق كبير أمام فرصة رحيله عن ريال مدريد. فالنادي الملكي يبدو الوحيد في المشهد الكروي القادر على تحمل حجم راتبه.
وفقًا لتقرير من صحيفة “دياريو آس”، يسعى داني للعودة إلى ناديه السابق ريال بيتيس والتخلي عن مغامرته المدريدية. ومن أجل تحقيق ذلك، أبدى استعدادًا لتخفيض راتبه.
إلى هنا، قد يبدو الوضع واضحًا. لكنّ النقطة القاطعة تكمن في عدم وصول عرض مناسب من بيتيس لترجمة رغبته إلى واقع ملموس. ريال مدريد حدّد قيمة اللاعب بـ15 مليون يورو، في حين أن عرض بيتيس لم يتجاوز 5 ملايين يورو، ما يعكس فجوة كبيرة بين العرضين ويجعل الصفقة شبه مستحيلة.
سيبايوس، وعلى الرغم من وضوح موقفه، أشار في منشور على إنستغرام حُذف لاحقًا: “لا شيء يطهّر ضميرك مثل عبارة: لقد جربت كل شيء.” كلمات ربما تحمل رسالة خفية وسخطًا تجاه الوضع الراهن، لكنها أيضاً تنم عن استنفاد فرصه لإيجاد مخرج.
في نهاية المطاف، إذا كان داني لا يرغب فعليًا في البقاء في ريال مدريد، فمن المنطقي أن يبحث النادي عن حل مرضٍ لجميع الأطراف. صحيح أن فلورنتينو بيريز يحاول الحصول على أقصى قيمة من البيع، لكن هل يستحق الأمر الاحتفاظ بلاعب غير سعيد يتسبب بأعباء مالية إضافية؟
بيتيس قدّم عرضًا يمثل ثلثي ما طلبه ريال مدريد، وهذا فارق لا يمكن تفويته ولكنه أيضًا ليس ذنب سيبايوس. إن وُجدت عروض أخرى للاعب، ينبغي النظر فيها بجدية أكبر. أما إذا انحصرت خياراته في العودة إلى بيتيس، فقد يكون من الأفضل تسهيل الأمور وتمكينه من إعادة بناء مسيرته في بيئة أكثر توافقًا مع طموحاته.