حقق توتنهام هوتسبير إنجازًا مهمًا بتتويجه بلقب الدوري الأوروبي على حساب مانشستر يونايتد في الموسم الماضي، تاركًا علامة بارزة في تاريخ النادي وجمهوره. بقيادة أنجي بوستيكوغلو، تمكن الفريق من استعادة ثقته رغم الأداء المتذبذب في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو ما مهّد الطريق للعودة رسميًا إلى دوري أبطال أوروبا في موسم 2025/2026. ومع ذلك، شهد النادي هذا الصيف تغييرًا جذريًا بتعيين توماس فرانك مديرًا فنيًا جديدًا. يعمل فرانك الآن على بناء أسلوب لعب جديد يستند إلى الأسس التي وضعها بوستيكوغلو، وقد بدأ بالفعل بتعزيز خط الهجوم من خلال ضم محمد قدوس وماثيس تيل.
الآن، بات توتنهام جاهزًا لمواجهة الفرق الكبرى في أوروبا، لكن فرانك يدرك أن تحقيق البطولات لا يعتمد فقط على القوة الهجومية؛ بل يحتاج الفريق إلى التوازن والأمان في خط الوسط. في هذا السياق، ظهر مارك كاسادو، لاعب وسط برشلونة الشاب، كهدف محتمل للنادي. يبحث فرانك عن لاعب يتحكم بإيقاع اللعب، يتمتع بدقة تمريرات مميزة، ويملك القدرة على استعادة الكرة بكفاءة.
شارك كاسادو، الذي يبلغ من العمر 21 عامًا، في 36 مباراة الموسم الماضي بما مجموعه 2447 دقيقة على أرض الملعب، بعدما تمت ترقيته إلى الفريق الأول في مارس 2024. وفقًا لتقارير صحيفة سبورت، أبدى توتنهام اهتمامًا به وأجرى محادثات مع برشلونة بشأن انتقاله، إلا أن اللاعب ذاته يبدو غير مستعد للرحيل عن كامب نو حاليًا. في ظل هذه الظروف، قرر توتنهام تحويل تركيزه نحو جواو بالينيا، الذي انضم على سبيل الإعارة من بايرن ميونيخ.
على الرغم من الإمكانيات الكبيرة التي يمتلكها كاسادو، بما في ذلك تمريراته الحاسمة، تمركزه الذكي، وتدخلاته الدفاعية المحكمة، والذي كان يمكن أن يكون إضافة قيّمة لنظام فرانك، إلا أن تمسك اللاعب بالبقاء في برشلونة أجبر النادي على البحث في خيارات أخرى. لو انضم إلى توتنهام، لكان منافسًا قويًا لإيف بيسوما وبابي ماتار سار في خط الوسط المدافع، مما يُعطي الفريق ميزة إضافية للمنافسة على أعلى المستويات.
مع ذلك، تظل استراتيجية توتنهام واضحة: لا مكان للإصرار على ضم لاعب لا يرغب في الانتقال. قرار توتنهام بالتعاقد مع بالينيا كان خطوة ذكية لاستكمال احتياجات الفريق في هذه المرحلة المحورية. فحتى إذا غير كاسادو رأيه لاحقًا، يجب على توتنهام أن يمضي قدمًا دون تردد. فرانك بحاجة إلى لاعبين متحمسين للعب تحت قيادته وليس لاعبين يحتاجون للإقناع. الآن هو وقت التطلع نحو المستقبل؛ دوري أبطال أوروبا عاد، وتوتنهام لن يتوقف عن تحقيق طموحاته.