انتهت مباراة مانشستر يونايتد بالتعادل بهدفين لمثلهما أمام إيفرتون في أتلانتا بولاية جورجيا خلال نهاية الأسبوع، لتشهد تتويج فريق المدرب روبن أموريم بلقب سلسلة الدوري الإنجليزي الممتاز الصيفية التي أقيمت في الولايات المتحدة. هذه البطولة الودية كانت فرصة للتقييم والتحضير، حيث حملت معها لحظات من التألق وأخرى من التراجع، وهو ما يعكس حالة الفريق الذي يسعى جاهدًا للعودة إلى مجده السابق بعد تعرضه لخيبة أمل الموسم الماضي باحتلال المركز الخامس عشر في الدوري الإنجليزي الممتاز وخسارة نهائي الدوري الأوروبي أمام توتنهام هوتسبير.
من الواضح أن الحاجة للتغيير والإصلاح باتت ضرورة لا مفر منها بالنسبة ليونايتد، وقد بدأت شركة INEOS الاستثمار بجدية لتعزيز صفوف الفريق، خصوصًا خط الهجوم. تم التعاقد بالفعل مع ماثيوس كونها وبريان مبيومو، لاعبين يتمتعان بمهارات هجومية واضحة، وذلك من فرق منافسة في نفس القسم. ولكن مع ذلك، تشير كل الدلائل إلى أن هذه التحركات ليست كافية لمعالجة جميع الثغرات في التشكيلة.
ما زال الفريق بحاجة إلى دعم إضافي في عدة مراكز. أبرز هذه الاحتياجات يتمثل في ضرورة ضم لاعب وسط مركزي ذو إمكانيات عالية ليعزز العمق في الفريق؛ كما أن البحث عن بديل مناسب لأندريه أونانا لا يزال ضمن أولويات التخطيط. ومع ذلك، يبقى العنصر الأكثر إثارة للجدل والأولوية القصوى هو العثور على مهاجم مركزي قوي وقادر على قيادة خط الهجوم بكفاءة واضحة.
على الجانب الآخر، يحاول المهاجم راسموس هوجلوند إثبات جدارته مع الفريق. اللاعب الدنماركي البالغ من العمر 22 عامًا أبدى رغبته الشديدة في البقاء خلال الموسم المقبل والعمل بجد للحصول على مكان أساسي في مركز صانع الألعاب. رغم ذلك، ظهرت تقارير تُلمح إلى إدراجه من قبل المدرب جيسون ويلكوكس ضمن قائمة الانتقالات بقيمة حوالي 30 مليون جنيه إسترليني، ما يعكس عدم اقتناعه التام بقدرات اللاعب.
الموسم الماضي شهد أداءًا مخيبًا لهوجلوند في البريميرليغ؛ ورغم الاتهامات الموجهة لغياب الإبداع حوله، إلا أن مستواه كان دون التوقعات، حيث افتقر للثقة والقدرة على التحكم في اللحظات الحاسمة، وسجل فقط أربعة أهداف خلال 32 مباراة لعبها في الدوري الممتاز.
أما بالنسبة لأموريم، فقد حول تركيزه بالكامل نحو البحث عن مهاجم جديد ليقود خط المقدمة ببراعة، والاسم الأول على قائمته حاليًا هو بنيامين سيسكو لاعب فريق آر بي لايبزيج. هذا المهاجم الشاب كان موضوع صراع شرس بين عدة أندية كبرى، من بينها نيوكاسل يونايتد الذي قدم عرضًا يبلغ قيمته 70 مليون جنيه إسترليني مؤخرًا ورفضه الفريق الألماني.
مانشستر يونايتد حتى الآن لم يدخل في مفاوضات رسمية بنفس الوتيرة، على الرغم من أن شركة INEOS تملك الإمكانية المالية لضم اللاعب دون الحاجة إلى التضحية بلاعبين آخرين من تشكيلتها الحالية. الأمر مختلف بالنسبة لنيوكاسل يونايتد الذي يحتاج إلى بيع أحد نجومه، مثل ألكسندر إيزاك، قبل أن يتمكن من تقديم عرض جديد لاستقطاب المهاجم السلوفيني.
المرحلة المقبلة تبدو حاسمة لمانشستر يونايتد. طموحات الفريق وتحديات سوق الانتقالات تشير إلى أن العمل الجاد والتخطيط الذكي هما المفتاح لإعادة بناء فريق قادر على المنافسة على أعلى المستويات محليًا وأوروبيًا.