لم يكن أوليفر كان، الحارس الأسطوري لبايرن ميونيخ والرئيس التنفيذي السابق للنادي، يشعر بالدهشة تجاه قرار فلوريان فيرتز بالانتقال إلى ليفربول بدلًا من بايرن ميونيخ، كما هي الحال مع البعض الذين رأوا هذا الاختيار مفاجئًا. لكن بنظر كان، القضية ليست مجرد منافسة بين الناديين – بايرن ميونيخ وليفربول – بل تمتد لتصبح مقارنة شاملة بين الدوري الألماني والدوري الإنجليزي الممتاز.
وفقًا لتفسير كان خلال مقابلة أجراها مع شبكة سكاي ألمانيا، المسألة لا تتعلق فقط باسم النادي الذي يود اللاعب الانضمام إليه، بل ترتبط بشكل أكبر بطبيعة الدوري الذي يراه اللاعب فرصة أوسع للتطور والتميز. من وجهة نظره، فإن الدوري الإنجليزي الممتاز يُعتبر الوجهة المثالية للاعب شاب يبحث عن تحقيق أهداف رياضية واقتصادية وإعلامية كبيرة. يتمتع هذا الدوري بجاذبية استثنائية سواء من الناحية العالمية أو التسويقية، ما يجعل الخيار أكثر وضوحًا بالنسبة للاعب مثل فيرتز.
كان أشار إلى أن اللاعب الشاب يأخذ بعين الاعتبار العديد من العوامل عند تحديد الوجهة التي تناسب مستقبله المهني. يتساءل اللاعب: “هل سيكون الانضمام إلى بايرن ميونيخ، والفوز بالدوري الألماني للمرة السادسة عشرة أو السابعة عشرة أو حتى الثامنة عشرة، مثيرًا بما يكفي بالنسبة لي؟” وربما لا يجد هذا الهدف مُحفّزًا بما يكفي إذا نظر إلى الجاذبية التي يحملها اللعب في دوري عالمي مثل الدوري الإنجليزي الممتاز. بالطبع، يبقى التحدي المتمثل في الفوز بدوري الأبطال هدفًا كبيرًا لأي لاعب، ولكن هناك عوامل إضافية غالبًا ما تكون في صدارة تفكير الشاب الطموح، مثل طبيعة الفريق، نظام اللعب، ومدى توافقه مع المدرب وأسلوب اللعب داخل النادي.
وعلى الرغم من أن الدوري الألماني يمتلك تاريخًا وقاعدة جماهيرية لا يمكن التقليل منها، إلا أن كان يعترف بأن الدوري الإنجليزي الممتاز يقدم منصة ضخمة وذات تأثير عالمي أكبر بكثير. بالنسبة للاعب مثل فيرتز، الذي يضع الفوز بالكرة الذهبية كهدف مستقبلي في مسيرته، أصبح الخيار أكثر سهولة عندما يتعلق بالتوازن بين شهرة اللاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز مقابل ما يمكن أن يقدمه الدوري الألماني. في النهاية، يبدو أن القرار لم يكن فقط متعلقًا باسمه على القميص الأحمر، بل بالأفق الأوسع الذي يسمح له بالوصول إلى النجومية العالمية.