طوال أشهر الصيف الطويلة، انصب تركيز ميلان بشكل كبير على محاولة التعاقد مع أردون جاشاري، لاعب الوسط الشاب الموهوب. ومع ذلك، بقيت المهمة شاقة للغاية ولم يحرز النادي أي تقدم ملموس حتى الوقت الحالي، مما يعكس مدى تعقيد واتساع العملية التي استهلكت جزءًا كبيرًا من استراتيجياتهم هذا الموسم.
ليس من المعتاد أن يُقضي فريق كامل فترة الانتقالات متشبثًا بلاعب واحد لولا أن هذا اللاعب يمثل هدفًا ذي أولوية ويثير اهتماماً استثنائياً من الإدارة. وبالنسبة لميلان، يبدو أن جاشاري يمتلك العديد من العوامل التي تجعله يستحق هذا الاهتمام الكبير. أصبح اسمه جزءاً من نقاشات عدة وتحول إلى نقطة الحديث في الأوساط الرياضية، خاصة بعد تصريحات إيجلي تاري الأخيرة التي عززت التأكيد على أهمية اللاعب بالنسبة للروسونيري.
ميلان يسعى جاهداً لتعزيز صفوفه بلاعب يقدم دعماً أساسياً على المدى القصير والطويل على حد سواء. يبدو أن السويسري الشاب جاشاري قادر على تلبية هذه المتطلبات بما يمتلكه من إمكانيات واعدة ومؤهلات تُشير إلى أنه قد يصبح من العناصر الأساسية للنادي في المستقبل. وفقاً لما أوردته صحيفة جازيتا ديلو سبورت، هناك ثلاثة عوامل رئيسية تجعل اهتمام ميلان بجاشاري كبيراً للغاية.
العامل الأول يتعلق بالجانب الشخصي والتطور المهني للاعب. جاشاري، الذي يبلغ من العمر 22 عامًا فقط، يُعد نموذجًا مثاليًا تقريباً لاستراتيجية ميلان الحالية ومخططات ريد بيرد الاستثمارية. اللاعب في مرحلة تصاعدية بمسيرته الكروية، وهناك مؤشرات قوية تدل على أن إمكانياته ستستمر في التحسن خلال السنوات القادمة، ما يجعله يتماشى مع رؤية إدارة النادي التي تسعى لبناء فريق قوي يمتد نجاحه على المدى الطويل.
العامل الثاني يرتبط بالجوانب المالية الخاصة بالصفقة. رغم تكلفة اللاعب العالية والتي تتجاوز سقف الـ20 مليون يورو الذي وضعه النادي كحد أقصى للانتقالات الداخلية، إلا أن موهبته وقيمته السوقية المتزايدة جعلت منه اختيارة مناسباً للغاية لنموذج الاستثمار الخاص برييد بيرد. هذا النموذج يعتمد على صفقة تجمع بين جودة اللاعب وسعر معقول مقارنة بإمكانياته، وجاشاري يُحقق معظم هذه المعايير رغم ارتفاع تكلفته.
أما العامل الثالث فهو ما يخص أداؤه في الملعب وشخصيته القيادية. جاشاري ليس فقط لاعبًا يتمتع بموهبة كبيرة ويضيف التوازن إلى خط الوسط، لكنه أيضاً يتسم بشخصية قيادية ملفتة تجعل منه عنصراً قادراً على دعم الفريق تحت أي ظرف. القيادة ليست مجرد صفة عابرة؛ فاللاعب يُعتبر حالياً قلب فريقه ويُظهر قدرة ملحوظة في تحمل المسؤوليات، وهو ما يُعطي لميلان دفعة إضافية للنظر إليه كـ “عامل حاسم” قادر على إحداث الفرق وصناعة الفارق، وربما يُمكن مقارنته بدور لوكا مودريتش في الفرق الأخرى.
إضافةً إلى ذلك، هناك نقطة هامة تتعلق بشغف اللاعب تجاه ميلان وملعب سان سيرو الأسطوري. جاشاري لا يخفي حبه القديم للشياطين الحمر ورغبته الكبيرة في تمثيل هذا النادي العريق. هذا الحلم الذي تطور منذ طفولته بات يشكل جزءاً من شخصيته كبالغ وهو يدرك جيداً قيمة المنصة التي يسعى إليها. هذه العاطفة تجاه ميلان تُشكل إحدى نقاط القوة التي تجذب اهتمام الإدارة أكثر وتزيد من احتمال التزامه التام بعد التوقيع.