ماسون ماونت، لاعب مانشستر يونايتد، يظهر بإصرار وثقة في الفترة التحضيرية للدوري الإنجليزي الممتاز، وهو جاهز لتحديات موسم جديد قد يكون الأكثر أهمية في مسيرته مع الفريق. الصورة التي التقطت لماونت خلال مباريات الصيف تجسد طموح هذا اللاعب الدولي الذي انتقل إلى يونايتد قبل عامين من تشيلسي في صفقة ضخمة بلغت 60 مليون جنيه إسترليني، والتي كانت تُعتبر حينها انتصارًا استراتيجيًا للنادي للحصول على موهبة واعدة من أحد أبرز منافسيهم في الدوري.
منذ بداية مسيرته مع مانشستر يونايتد، عُرف ماونت بتوفره الدائم وبالثقة الكبيرة التي يحظى بها من المدربين الذين تعاملوا معه، بدءًا من توماس توخيل وجاريث ساوثجيت وصولاً إلى فرانك لامبارد. كان يُرى فيه الحلم الذي يتمناه أي مدرب، نظراً للالتزام الذي يظهره على الملعب وخارج الملعب.
مع انضمامه إلى مانشستر يونايتد تحت قيادة المدرب إريك تين هاج، كانت الآمال كبيرة بأن يتمكن من تقديم أداء ثابت على مدار الموسم. لكن للأسف، لم يكن الحظ جانب ماونت في مواسمه الأولى حيث عانى من سلسلة إصابات مؤسفة حصرته في المشاركة بـ30 مباراة فقط خلال موسمين بالدوري الإنجليزي الممتاز. ومع ذلك، لم يكن هذا كافياً لإخفاء إمكانياته وحماسه، فقد تمكن من إنهاء الموسم الماضي بأداء قوي، سجّل هدفين في نصف نهائي الدوري الأوروبي ضد أتليتيك بلباو وأظهر مجهوداً ملموساً داخل الملعب.
مدرب مانشستر يونايتد روبن أموريم أعرب في مارس الماضي عن إعجابه الكبير بماونت وأوضح كيف أن وجود لاعب مثله يعد مهمًا للفريق. قال إنه يحترم طريقة تفكير اللاعب واحترافيته العالية التي تجعله نموذجًا يحتذى به داخل وخارج الملعب، مشيرًا إلى التزامه بالحفاظ على صحته ولياقته البدنية بأفضل صورة ممكنة.
أموريم يثق تمامًا في قدرة ماونت على تحقيق النجاح رغم كل الظروف، لكنه يعترف بأن اللاعب يحتاج إلى تخفيف الضغط وإدارة الأعباء بعناية ليتمكن من تقديم أفضل ما لديه. هذا الدعم ليس مجرد تقدير لقدرة ماونت كلاعب، بل هو محاولة لاستثمار إمكاناته لتحقيق المزيد مع الفريق في السنوات القادمة.
في حين أن تين هاج تعاقد مع ماونت للعب دور أعمق في خط الوسط، إلا أن أموريم يُعتبر من المؤمنين بأن اللاعب يُمكن أن يتألق أكثر في مركز متقدم كما كان الحال في تشيلسي. لكن هذه الإمكانية ستُواجه بتحد كبير نظرًا للمنافسة داخل الفريق، خصوصًا مع وجود برونو فرنانديز إضافة إلى اللاعبين الجدد مثل ماتيوس كونيا وبريان مبيومو الذين أثبتوا تألقهم أثناء تسجيلهم لعدد كبير من الأهداف بالمواسم السابقة.
ماونت يبدو مدركاً للتحديات التي أمامه ومستعداً لمواجهتها بروح عالية. خلال فترة الاستعداد الأخيرة للموسم الجديد، أعرب عن ثقته بلياقته البدنية وإيجابيته المتجددة، مؤكداً أنه في حالة ممتازة وأنه يتطلع لبداية قوية بعد حضور جيد في المباريات التحضيرية ضد فرق مثل ليدز ووست هام.
مع استمرار الاستعدادات ومواجهات قادمة ضد بورنموث وإيفرتون في الولايات المتحدة، يُعتبر الموسم الجديد فرصة ذهبية لماونت لاستعادة الدعم الكامل من الجمهور وتحقيق إنجازات يعول عليها الكثير في مانشستر يونايتد. اللاعب البالغ من العمر 26 عاماً يسعى بقوة لإثبات أن استثمار النادي فيه كان جديراً بالثقة، حيث أنه الآن أمام تحدٍ كبير لإخراج أفضل ما لديه. النظام والدعم الذي يوفره أموريم قد يكون عاملاً رئيسياً في إظهار الإبداع والتميز المنتظر من النجم الذي كان على مدى العامين السابقين يُعتبر جزءاً هاماً من طموحات الفريق المستقبلية.