موعد مباراة قره باغ وكوبنهاغن اليوم الأربعاء 01-10-2025 يلا شوت في دوري أبطال أوروبا

تستعد الجماهير العربية والأوروبية لمتابعة واحدة من أهم مواجهات الجولة الثانية من دوري أبطال أوروبا 2025-26، حيث يلتقي فريق قره باغ الأذربيجاني مع نظيره كوبنهاغن الدنماركي يوم الأربعاء الأول من أكتوبر 2025 في تمام الساعة 17:45 بتوقيت غرينتش. هذه المواجهة تحمل أهمية استثنائية لكلا الفريقين، حيث يسعى كل منهما لتعزيز موقعه في نظام المرحلة الدوري الجديد الذي يضم 36 فريقاً، مع العلم أن قره باغ حقق انتصاراً مذهلاً على بنفيكا بنتيجة 3-2 في الجولة الأولى، بينما تعادل كوبنهاغن مع باير ليفركوزن 2-2 في مباراة مثيرة.

قره باغ: القوة الصاعدة من أذربيجان

يدخل قره باغ هذه المواجهة وهو في حالة معنوية عالية بعد تأهله الرائع إلى مرحلة الدوري في دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخه. الفريق الأذربيجاني، الذي يلعب تحت قيادة المدرب قوربان قوربانوف، نجح في تخطي عدة أدوار تأهيلية صعبة، بدءاً من فوزه على شيلبورن الأيرلندي بنتيجة 4-0 في مجموع المباراتين، ثم انتصاره الكاسح على شكيندييا المقدوني 6-1 في مجموع المباراتين، وأخيراً تأهله المثير على حساب فيرينتسفاروش المجري بنتيجة 5-4 في مجموع المباراتين رغم خسارته في المباراة الثانية بالعقدة.

يضم تشكيل قره باغ نخبة من اللاعبين المتميزين، على رأسهم حارس المرمى البولندي ماتيوش كوتشالسكي، والمدافعين ماتيوس سيلفا البرازيلي وبهلول مصطفى زاده. في خط الوسط، يبرز دور ماركو يانكوفيتش الجبل الأسودي الذي سجل هدفاً مهماً في مباراة بنفيكا، إلى جانب عبد الله زعبير الفرنسي ذي الخبرة الواسعة. أما في المقدمة، فيعتمد الفريق على موسى قوربانلي الأذربيجاني وأولكسي كاشتشوك الأوكراني الذي سجل هدفاً في الجولة الأولى.

يتميز قره باغ بأسلوب لعب هجومي متوازن، حيث يعتمد على تشكيل 4-2-3-1 الذي يمنحه مرونة في الانتقال بين الدفاع والهجوم. الفريق أظهر قدرة هائلة على تسجيل الأهداف في المباريات الأوروبية، حيث سجل 16 هدفاً في مبارياته التأهيلية، مما يجعله أحد أخطر الفرق هجومياً في هذه المرحلة.

كوبنهاغن: العملاق الدنماركي العائد بقوة

من الجهة المقابلة، يصل كوبنهاغن إلى هذه المواجهة بعد موسم استثنائي محلياً ودولياً. الفريق الدنماركي، الذي يقوده المدرب يعقوب نيستروب، حقق الدوري المحلي للمرة السادسة عشرة في تاريخه، كما توج بكأس الدنمارك ليحقق الثنائية المحلية في موسم 2024-25. هذا النجاح المحلي أهله للمشاركة المباشرة في دوري أبطال أوروبا للموسم الحالي.

في الجولة الأولى من دوري الأبطال، قدم كوبنهاغن أداءً مشرفاً أمام بطل ألمانيا باير ليفركوزن، حيث تقدم مرتين خلال المباراة قبل أن يتعادل 2-2 في النهاية. جوردان لارسون سجل الهدف الأول للفريق في الدقيقة التاسعة، بينما أضاف البديل روبرت الهدف الثاني في الدقيقة 87، لكن هدفاً عكسياً من بانتيليس هاتزيدياكوس في الوقت المحتسب بدل الضائع حرم الفريق من الفوز.

يعتمد كوبنهاغن على تشكيل 4-4-2 أو 4-2-3-1 مع التركيز على اللعب الجماعي والانضباط التكتيكي. يقود الفريق فيكتور كلايسون كقائد، بينما يضم الفريق نجوماً مثل محمد اليونوسي الذي انضم من ساوثهامبتون، والمهاجم الشاب الواعد يوسفا موكوكو القادم من بوروسيا دورتموند. في حراسة المرمى، يعتمد الفريق على دومينيك كوتارسكي الذي انضم من باوك اليوناني.

السجل التاريخي والمواجهات السابقة
مواجهة تاريخية في 2017
تربط قره باغ وكوبنهاغن ذكريات خاصة من مواجهاتهما السابقة في دور الملحق من دوري أبطال أوروبا 2017-18. في تلك المواجهة التاريخية، التقى الفريقان على مرحلتين، حيث فاز قره باغ في المباراة الأولى على أرضه بهدف نظيف، لكن كوبنهاغن رد بقوة في مباراة الإياب على أرضه بفوز 2-1، ليتأهل بقاعدة الأهداف خارج الأرض.

تلك المواجهات كانت لها دلالة خاصة في تاريخ قره باغ، حيث كان الفريق الأذربيجاني على بُعد خطوة واحدة من دخول دور المجموعات لأول مرة في تاريخه. رغم الخسارة، إلا أن قره باغ تعلم الكثير من تلك التجربة، وعاد أقوى في السنوات التالية ليحقق حلم التأهل إلى دور المجموعات في نفس الموسم بعد إقصاء كوبنهاغن.

الشكل الحالي للفريقين
قره باغ يدخل هذه المواجهة وهو في حالة ممتازة، حيث لم يخسر في آخر خمس مباريات أوروبية له، محققاً أربعة انتصارات وتعادلاً واحداً. الفريق سجل 11 هدفاً في هذه المباريات الخمس، مما يعكس قوته الهجومية الواضحة. كما أن الفريق يتمتع بأداء قوي على أرضه، حيث لم يخسر في آخر ثلاث مباريات أوروبية في باكو.

من ناحية أخرى، يأتي كوبنهاغن بشكل متقلب نسبياً في الفترة الأخيرة، حيث حقق انتصارين وثلاثة تعادلات في آخر خمس مباريات أوروبية. رغم ذلك، يمتلك الفريق الدنماركي خبرة أوسع في دوري الأبطال، كونه شارك في المسابقة 19 مرة مقابل 10 مرات فقط لقره باغ.

التحليل التكتيكي والتوقعات
نقاط القوة والضعف
قره باغ يمتلك نقاط قوة واضحة في الهجوم، حيث يعتمد على سرعة كاشتشوك ومهارات زعبير الفنية، بالإضافة إلى قدرة يانكوفيتش على صناعة اللعب من عمق الملعب. كما يستفيد الفريق من دعم جماهيره في ملعب توفيق بهرموف الجمهوري الذي يتسع لـ31,200 متفرج. هذا الملعب التاريخي، الذي بُني عام 1951، شهد العديد من اللحظات المميزة في تاريخ كرة القدم الأذربيجانية.

لكن قره باغ يعاني من ضعف نسبي في الخبرة الأوروبية مقارنة بخصمه الدنماركي، خاصة في المباريات الحاسمة. كما أن الفريق فقد بعض اللاعبين المؤثرين بسبب الإصابات، مثل ناريمان آخوندزاده، رغم تعافيه مؤخراً.

كوبنهاغن من جانبه يملك خبرة أوروبية واسعة وانضباطاً تكتيكياً عالياً، بالإضافة إلى عمق في التشكيل يسمح له بالتدوير بين المباريات. لاعبون مثل اليونوسي ولارسون قادرون على تحسم المباريات في اللحظات الحرجة. لكن الفريق الدنماركي يعاني من غياب عدة لاعبين مؤثرين بسبب الإصابات، مما قد يؤثر على خيارات المدرب نيستروب.

التوقعات والرهانات
تشير التوقعات المبكرة إلى أن المباراة ستكون متقاربة جداً، حيث تتراوح احتمالات فوز قره باغ بين 2.80-3.25، بينما تبلغ احتمالات فوز كوبنهاغن حوالي 2.55-3.00، أما التعادل فيأتي بمعدل 3.60. هذا التقارب في المعدلات يعكس صعوبة التنبؤ بنتيجة المباراة.

معظم الخبراء يتوقعون مباراة قليلة الأهداف، حيث تشير التوقعات إلى أقل من 2.5 هدف في المباراة. هذا التوقع مبني على الأداء الدفاعي القوي لكلا الفريقين في مبارياتهما الأخيرة، خاصة كوبنهاغن الذي حافظ على نظافة شباكه في عدة مباريات أوروبية.

أهمية المباراة في سياق النظام الجديد
نظام المرحلة الدوري الجديد
تأتي هذه المواجهة في إطار النظام الجديد لدوري أبطال أوروبا الذي بدأ تطبيقه في موسم 2024-25. هذا النظام يضم 36 فريقاً في جدول واحد بدلاً من نظام المجموعات التقليدي. كل فريق يلعب ثماني مباريات ضد ثمانية خصوم مختلفين، أربع مباريات على أرضه وأربع خارج أرضه.

الفرق الثمانية الأولى تتأهل مباشرة إلى دور الـ16، بينما الفرق من المركز 9 إلى 24 تدخل في دور الملحق للوصول إلى دور الـ16. الفرق من المركز 25 إلى 36 تخرج من المسابقة نهائياً دون الانتقال حتى إلى الدوري الأوروبي.

هذا النظام الجديد يعطي الفرق الأصغر مثل قره باغ فرصة أكبر للمنافسة، حيث لا تضطر لمواجهة عمالقة أوروبا في مجموعة واحدة كما كان يحدث سابقاً. بالنسبة لكوبنهاغن، فإن النظام الجديد يتطلب الحفاظ على الاستقرار عبر ثماني مباريات بدلاً من ست مباريات فقط.

المركز الحالي والتطلعات

بعد الجولة الأولى، يحتل قره باغ المركز السادس بثلاث نقاط وفارق أهداف +1، بينما يحتل كوبنهاغن مركزاً متوسطاً بنقطة واحدة من التعادل مع ليفركوزن. هذا الوضع يجعل من مباراة الأربعاء أهمية استثنائية للفريقين، خاصة أن الفوز سيضع أحدهما في موقع مريح للتأهل إلى الأدوار التالية.

اللاعبون المؤثرون والنجوم البارزون
نجوم قره باغ
يبرز في تشكيل قره باغ عدة أسماء قادرة على حسم المباراة. عبد الله زعبير (33 عاماً) هو أهم لاعبي الفريق، حيث يلعب كرة القدم مع قره باغ منذ 2018 ويُعتبر ثالث أكثر هدافي النادي عبر التاريخ. هذا اللاعب الفرنسي-المغربي يمتلك خبرة واسعة في المباريات الأوروبية وقدرة على صناعة الفارق في اللحظات المهمة.

ماركو يانكوفيتش الجبل الأسودي يُعتبر محرك الفريق في وسط الملعب، حيث يجمع بين القدرة على التمرير الدقيق وتسجيل الأهداف المهمة كما فعل ضد بنفيكا. اللاعب البالغ من العمر 30 عاماً يمتلك رؤية تكتيكية ممتازة وقدرة على قراءة المباراة.

في المقدمة، يعتمد قره باغ على أولكسي كاشتشوك الأوكراني الذي أثبت خطورته في مرمى بنفيكا. هذا اللاعب البالغ من العمر 25 عاماً يمتلك سرعة عالية وقدرة على التحرك بذكاء داخل منطقة الجزاء، مما يجعله تهديداً مستمراً لأي دفاع.

نجوم كوبنهاغن
يقود كوبنهاغن نخبة من اللاعبين المتميزين، على رأسهم محمد اليونوسي النرويجي-المغربي الذي انضم من ساوثهامبتون. هذا اللاعب البالغ من العمر 31 عاماً يمتلك خبرة واسعة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري الأبطال، وهو قادر على اللعب في عدة مراكز هجومية.

جوردان لارسون السويدي، نجل الأسطورة هنريك لارسون، يُعتبر أحد أهم أسلحة كوبنهاغن الهجومية. اللاعب البالغ من العمر 28 عاماً سجل الهدف الأول ضد ليفركوزن وأثبت قدرته على التألق في المباريات الكبيرة.

يوسفا موكوكو الألماني-الكاميروني الشاب (21 عاماً) يُعتبر أحد أكثر المواهب الواعدة في كرة القدم الأوروبية. هذا اللاعب القادم من بوروسيا دورتموند يمتلك سرعة خاطفة وقدرة على التسجيل، وقد كاد أن يسجل ضد ليفركوزن لولا تألق الحارس فليكين.

العوامل الخارجية والأجواء المتوقعة
أجواء ملعب توفيق بهرموف
ستقام المباراة في ملعب توفيق بهرموف الجمهوري في باكو، عاصمة أذربيجان. هذا الملعب التاريخي، الذي سُمي نسبة إلى الحكم الأذربيجاني الشهير توفيق بهرموف الذي حكم نهائي كأس العالم 1966, يُعتبر ثاني أكبر ملعب في أذربيجان بسعة تبلغ 31,200 متفرج.

الملعب خضع لتجديدات شاملة في عام 2011-2012 بتكلفة 10 مليون دولار, وهو مجهز بأحدث التقنيات والإضاءة التي تتوافق مع معايير الفيفا. الأجواء المتوقعة ستكون ملتهبة، خاصة أن الجماهير الأذربيجانية متعطشة لرؤية فريقها يحقق انتصاراً تاريخياً آخر في دوري الأبطال.

الظروف الجوية والسفر
تشير التوقعات الجوية إلى أجواء معتدلة في باكو يوم المباراة، مع درجات حرارة تتراوح بين 17-19 درجة مئوية, مما يوفر ظروفاً مثالية للعب. هذه الأجواء ستناسب كلا الفريقين، خاصة أن كوبنهاغن معتاد على الأجواء الباردة نسبياً بينما قره باغ معتاد على الأجواء المحلية.

بالنسبة لكوبنهاغن، فإن السفر إلى باكو يُعتبر تحدياً إضافياً، خاصة أن المسافة بين العاصمتين تزيد عن 2,500 كيلومتر. لكن الفريق الدنماركي يمتلك خبرة واسعة في السفر للمباريات الأوروبية، حيث شارك في المسابقات الأوروبية أكثر من أي فريق دنماركي آخر.

التحضيرات النهائية والتوقعات
الاستعدادات التكتيكية
من المتوقع أن يعتمد قره باغ على أسلوب اللعب الهجومي الذي أظهره ضد بنفيكا، مع التركيز على الضغط العالي واستغلال الأخطاء. المدرب قوربانوف سيعتمد على سرعة أطرافه وقدرة لاعبي الوسط على التمرير الطويل لكسر خطوط دفاع كوبنهاغن المنضبطة تكتيكياً.

كوبنهاغن من جانبه سيحاول تطبيق نفس الخطة التي نجحت جزئياً ضد ليفركوزن، وهي الانتظار والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة. المدرب نيستروب يدرك جيداً خطورة قره باغ على أرضه، لذا سيحاول الحفاظ على التوازن بين الدفاع والهجوم.

التشكيل المتوقع
قره باغ (4-2-3-1): كوتشالسكي؛ سيلفا، مصطفى زاده، ميدينا، جعفرقولييف؛ يانكوفيتش، بيكاليو؛ أندرادي، بورخيس، زعبير؛ قوربانلي.

كوبنهاغن (4-4-2): كوتارسكي؛ هويسكاس، بيريرا، هاتزيدياكوس، لوبيز؛ لارسون، ليراجر، ديلاني، روبرت؛ موكوكو، اليونوسي.

الخلاصة والتوقع النهائي
تُعتبر مواجهة قره باغ وكوبنهاغن يوم الأربعاء واحدة من أكثر المباريات إثارة في الجولة الثانية من دوري أبطال أوروبا 2025-26. الفريقان يمتلكان قدرات متقاربة وطموحات كبيرة للوصول إلى الأدوار التالية في النظام الجديد للمسابقة.

قره باغ يملك عامل الأرض والجمهور، بالإضافة إلى الثقة العالية من الانتصار على بنفيكا، لكنه يفتقر للخبرة الأوروبية مقارنة بخصمه. كوبنهاغن يمتلك خبرة أوسع وانضباطاً تكتيكياً أكبر، لكنه يعاني من مشاكل في الإصابات وضغط السفر.

التوقع الأكثر منطقية هو مباراة متوازنة تنتهي بالتعادل 1-1 أو فوز ضيق لقره باغ 2-1، مع إمكانية تسجيل الفريقين أهدافاً. هذه النتيجة ستضع كلا الفريقين في موقع معقول للمنافسة على التأهل، خاصة في ظل النظام الجديد الذي يمنح فرصاً أكبر للفرق الأصغر.

مهما كانت النتيجة، فإن هذه المباراة ستكون محطة مهمة في رحلة كلا الفريقين نحو تحقيق الحلم الأوروبي، وستقدم للجماهير العربية والعالمية عرضاً كروياً شائقاً يليق بمكانة دوري أبطال أوروبا كأهم مسابقة كرة قدم على مستوى الأندية في العالم.