تشهد ملاعب كرة القدم الأوروبية مساء الخميس الموافق 2 أكتوبر 2025 مواجهة استثنائية في إطار الجولة الثانية من مرحلة الدوري في الدوري الأوروبي الجديد، حيث يستضيف أولمبيك ليون الفرنسي نظيره النمساوي ريد بول سالزبورج على ملعب جروباما ستاديوم في مباراة تحمل أهمية خاصة لكلا الفريقين في النظام الجديد للبطولة. تأتي هذه المواجهة في ظل الانطلاقة المتباينة للفريقين في الجولة الافتتاحية، حيث حقق ليون انتصاراً ثميناً خارج قواعده أمام أوتريخت الهولندي بهدف نظيف، بينما تعرض سالزبورج لخسارة مؤلمة على أرضه أمام بورتو البرتغالي بنفس النتيجة. يسعى الديوك الفرنسية إلى تعزيز انطلاقتهم القوية والاستفادة من عامل الأرض والجمهور لحصد ثلاث نقاط إضافية تقربهم من التأهل المباشر لدور الـ16، في حين يبحث الثيران الحمر النمساوية عن الخروج من عثرة البداية وتحقيق أول انتصار لهم في النظام الجديد للدوري الأوروبي.
النظام الجديد للدوري الأوروبي والمنافسة الشرسة على التأهل
يشهد الدوري الأوروبي هذا الموسم تطبيق نظام جديد كلياً للمرة الثانية على التوالي، حيث تم الاستغناء عن نظام المجموعات التقليدي واستبداله بمرحلة دوري موحدة تضم 36 فريقاً في جدول واحد. يخوض كل فريق 8 مباريات ضد خصوم مختلفين، أربع على أرضه وأربع خارج قواعده، وهو ما يضفي إثارة أكبر على المنافسة ويوفر مواجهات أكثر تنوعاً منذ الجولات الأولى.
بموجب النظام الجديد، تتأهل الفرق الثمانية الأولى مباشرة إلى دور الـ16، بينما تدخل الفرق التي تحتل المراكز من 9 إلى 24 في دور المباراة الفاصلة ذهاباً وإياباً للحصول على 8 مقاعد إضافية. أما الفرق الـ12 الأخيرة فتودع البطولة تماماً دون الحصول على فرصة ثانية في أي بطولة أوروبية أخرى. هذا النظام يجعل كل مباراة في غاية الأهمية، حيث يمكن لثلاث نقاط واحدة أن تحدث فارقاً كبيراً في الترتيب النهائي والمصير الأوروبي للأندية.
أولمبيك ليون: العملاق الفرنسي يسعى لاستعادة الهيبة الأوروبية
يدخل أولمبيك ليون هذه المواجهة وهو في حالة معنوية ممتازة بعد انطلاقة موفقة في الدوري الأوروبي، حيث تمكن من تحقيق فوز ثمين على أوتريخت الهولندي خارج القواعد بهدف نظيف سجله اللاعب الأمريكي تانر تسمان في الدقيقة 75. هذا الانتصار وضع الفريق الفرنسي في مركز متقدم بالجدول برصيد 3 نقاط، مما يمنحه موقعاً مثالياً للانطلاق نحو تحقيق هدف التأهل المباشر لدور الـ16.
تكتيكياً، يعتمد ليون تحت قيادة المدرب على تشكيلة 4-3-3 مرنة يمكن أن تتحول إلى 4-2-3-1 أو 3-4-3 حسب طبيعة المباراة. يرتكز اللعب على التمرير السريع والانتقالات الخاطفة، مع الاعتماد بشكل كبير على الأطراف لخلق الفرص الهجومية. في خط الوسط، يشكل كورنتين توليسو الخبير (31 عاماً) العمود الفقري للفريق، بينما يقدم تانر تسمان (24 عاماً) الطاقة والحيوية في المنطقة الوسطى.
هجومياً، يعتمد الفريق على سرعة وحيوية ماليك فوفانا (20 عاماً) في المرحلة الحالية، والذي يشكل تهديداً مستمراً للدفاعات المنافسة بمهاراته الفردية وقدرته على اختراق الخطوط. في الدفاع، يقود موسى نياختي (29 عاماً) الخط الخلفي بخبرته الواسعة، مدعوماً بـنيكولاس تاغليافيكو (33 عاماً) الذي يجمع بين الخبرة الدولية والقدرة على المساهمة هجومياً من مركز الظهير الأيسر.
ريد بول سالزبورج: الثيران الحمر تسعى لتصحيح المسار
على الجانب الآخر، يأتي ريد بول سالزبورج إلى ليون وهو متعطش للانتصار الأول في النظام الجديد للدوري الأوروبي، بعد خسارة مؤلمة على أرضه أمام بورتو البرتغالي بهدف نظيف في الجولة الافتتاحية. هذه الخسارة وضعت الفريق النمساوي في موقف صعب برصيد صفر نقطة، مما يجعل مباراة ليون بمثابة فرصة ذهبية للعودة إلى المسار الصحيح وتفادي البداية السيئة التي قد تعقد مهمة التأهل.
تاريخياً، يُعتبر سالزبورج من الأندية الطموحة في المشهد الأوروبي، حيث تمكن من الوصول إلى دور الـ16 في دوري أبطال أوروبا مرة واحدة، وهو إنجاز محترم للنادي النمساوي. كما حقق النادي مؤخراً إنجازاً مهماً بالتأهل لـكأس العالم للأندية 2025 كممثل عن النمسا، مما يعكس مكانته المتنامية في كرة القدم الأوروبية.
تكتيكياً، يعتمد سالزبورج على أسلوب اللعب العالي الإيقاع مع الضغط المكثف على الخصم في مناطقه الدفاعية، وهو الأسلوب الذي يميز فرق إمبراطورية ريد بول حول العالم. يلعب الفريق عادة بتشكيلة 4-2-3-1 أو 4-4-2 الماسي، مع التركيز على الانتقالات السريعة والاستغلال الأمثل لسرعة اللاعبين المهاجمين.
النجم الأبرز في التشكيلة هو بيتار راتكوف (22 عاماً) الذي يتصدر قائمة هدافي الفريق برصيد 5 أهداف في الموسم الحالي. كما يشكل يورب فيرتيسين (24 عاماً) خطراً حقيقياً بـ4 أهداف، بينما يقدم موريتس كيارجارد (22 عاماً) الإبداع في خط الوسط بـتمريرتين حاسمتين حتى الآن.
الإصابات والغيابات المؤثرة على التشكيلتين
تشهد تشكيلة ليون عدة غيابات مؤثرة قد تلعب دوراً في تحديد شكل المباراة. أبرز هذه الغيابات يتمثل في أبنر الظهير الأيسر البرازيلي الذي يعاني من إصابة في العضلة الأربية ومن المتوقع عودته في أوائل أكتوبر. كما يغيب ريمي ديسكامبس حارس المرمى بسبب إصابة في المعصم حتى منتصف أكتوبر، وأوريل مانجالا لاعب الوسط الذي يعاني من إصابة في الرباط الصليبي ولن يعود قبل منتصف أكتوبر.
الغياب الأكثر تأثيراً على الإطلاق هو غياب إرنست نوما الجناح الغاني الذي يعاني من إصابة خطيرة في الرباط الصليبي ولن يعود قبل أوائل ديسمبر، مما يحرم ليون من أحد أبرز أسلحته الهجومية.
من جانب سالزبورج، يواجه الفريق أيضاً تحديات في التشكيلة، حيث يغيب كريم كوناتي المهاجم الساحل عاجي بسبب إصابة في أوتار الركبة. كما يعاني أنري تشيز المدافع الياباني من تمزق عضلي في منطقة المقربين، بينما يغيب فالنتين سولزباخر لاعب الوسط بسبب إصابة في الكاحل. هذه الغيابات تضع ضغطاً إضافياً على عمق التشكيلة النمساوية، خاصة في الخطوط الخلفية.
ملعب جروباما ستاديوم: القلعة الفرنسية المهيبة
تُقام المباراة على ملعب جروباما ستاديوم في ديسين-شاربيو بضواحي ليون، والذي يُعتبر واحداً من أحدث وأجمل الملاعب في أوروبا. افتُتح الملعب في يناير 2016 بتكلفة تجاوزت 600 مليون يورو، ويتسع لـ59,186 متفرج، مما يجعله ثالث أكبر الملاعب في فرنسا بعد ستاد دو فرانس وفيلودروم مارسيليا.
الملعب الذي صممته شركة Populous المشهورة يتميز بسقف ضخم مستوحى من الغابات المحلية، والذي يمتد على مساحة 53,700 متر مربع ليكون من أكبر الأسقف في العالم. هذا التصميم المبتكر لا يحمي المتفرجين من الظروف الجوية فحسب، بل يعمل أيضاً على تضخيم أصوات الجماهير وخلق أجواء مهيبة تدعم الفريق المحلي.
استضاف الملعب العديد من الأحداث المهمة، منها مباريات في يورو 2016 بما في ذلك نصف نهائي البطولة بين البرتغال وويلز، كما احتضن نهائي الدوري الأوروبي 2018 ونهائي كأس العالم للسيدات 2019. هذه الخبرة في استضافة المباريات الكبرى تجعله أرضاً مثالية لمواجهة بأهمية مباراة الخميس المقبل.
المواجهات السابقة والسجل التاريخي
من الناحية التاريخية، تُعتبر مواجهة الخميس هي اللقاء الأول الرسمي بين أولمبيك ليون وريد بول سالزبورج في البطولات الأوروبية. هذا الغياب للمواجهات المباشرة السابقة يضيف عنصر الغموض والإثارة للمباراة، حيث لن يتمكن أي من الفريقين من الاستفادة من الخبرة المباشرة في مواجهة الخصم.
على المستوى الأوروبي العام، يتمتع ليون بسجل محترم في البطولات القارية، حيث شارك في دوري أبطال أوروبا 17 مرة ووصل إلى نصف النهائي مرتين في مواسم 2009-10 و2019-20. في الدوري الأوروبي تحديداً، حقق الفريق الفرنسي نسبة فوز تبلغ 56.52% في 92 مباراة، مع رصيد 52 فوزاً و18 تعادلاً و22 هزيمة.
من جهته، يسعى سالزبورج لإثبات وجوده في المسرح الأوروبي، وقد تمكن من الوصول إلى دور الـ16 في دوري أبطال أوروبا مرة واحدة في عام 2022، وهو إنجاز يعكس الطموحات المتنامية للنادي النمساوي. كما حقق النادي مؤخراً 14 لقباً في الدوري النمساوي من أصل 18 موسماً الأخيرة، بما في ذلك سلسلة انتصارات متواصلة امتدت لـ10 مواسم.
التحليل التكتيكي والتوقعات الفنية
من الناحية التكتيكية، تُعِد مباراة الخميس مواجهة بين أسلوبين مختلفين في اللعب قد يخلقان صراعاً شيقاً على أرض الملعب. ليون يعتمد على الاستحواذ التدريجي والبناء من الخلف مع التركيز على الأطراف لخلق الفرص، بينما سالزبورج يفضل اللعب العالي الإيقاع مع الضغط المكثف والانتقالات السريعة.
لاعبو ليون المؤثرون:
كورنتين توليسو: صانع الألعاب الرئيسي برصيد هدفين في الموسم الحالي
تانر تسمان: محرك الوسط الديناميكي وهداف مباراة أوتريخت
ماليك فوفانا: الجناح السريع الذي يملك هدفاً وتمريرة حاسمة
لاعبو سالزبورج المميزون:
بيتار راتكوف: الهداف الأول برصيد 5 أهداف وتمريرة حاسمة
يورب فيرتيسين: المهاجم البلجيكي المتنوع بـ4 أهداف
موريتس كيارجارد: صانع الألعاب الدنماركي بـهدف وتمريرتين حاسمتين
نقاط القوة في ليون تشمل الخبرة الأوروبية الواسعة وعامل الأرض والجمهور والتوازن بين الخطوط، بينما تتمثل نقاط الضعف في الاعتماد الزائد على بعض اللاعبين والغيابات المؤثرة في التشكيلة الأساسية.
أما سالزبورج، فيمتلك الحماس والطاقة الشبابية والسرعة في الهجمات المرتدة والانضباط التكتيكي، لكنه يعاني من قلة الخبرة في المباريات الكبرى والضغط النفسي بعد خسارة الجولة الأولى.
أهمية المباراة في سياق البطولة والتأهل
تحمل مباراة الخميس أهمية بالغة لكلا الفريقين في سياق النظام الجديد للدوري الأوروبي، حيث أن كل نقطة قد تكون حاسمة في تحديد المصير النهائي للأندية. ليون يسعى لمواصلة الانتصارات لضمان موقع متقدم يضمن التأهل المباشر لدور الـ16، بينما سالزبورج بحاجة ماسة للنقاط لتجنب البداية الكارثية التي قد تعقد مهمة التأهل.
بالنظر إلى برنامج المباريات المقبل لكلا الفريقين، فإن ليون سيواجه بازل في المنزل في الجولة الثالثة، بينما يلتقي سالزبورج مع فيرينكفاروش على أرضه. هذا التوزيع يجعل نتيجة مباراة الخميس مؤثرة بشكل كبير على التخطيط الاستراتيجي لبقية المباريات.
ستكون هذه المواجهة أيضاً اختباراً حقيقياً لطموحات الفريقين في البطولة، حيث أن الفوز سيمنح الثقة اللازمة للمضي قدماً، بينما الهزيمة قد تخلق ضغوطاً نفسية إضافية على اللاعبين والجهاز الفني.
الخلاصة والتوقعات النهائية
مع اقتراب موعد المباراة الكبيرة، تشير المؤشرات إلى أننا أمام مواجهة متوازنة ومثيرة بين فريقين يملكان أسلوبين مختلفين ودوافع قوية للفوز. ليون يملك الأفضلية النسبية بفضل عامل الأرض والجمهور، والبداية الإيجابية في البطولة، والخبرة الأوروبية الأوسع. لكن سالزبورج لن يكون خصماً سهلاً بفضل الروح القتالية العالية والحاجة الماسة للنقاط والأسلوب السريع الذي قد يفاجئ الخصوم.
التوقع الأرجح هو مباراة مليئة بالأهداف والإثارة، حيث أن كلا الفريقين يملكان قوة هجومية واضحة ويفضلان اللعب المفتوح. النتيجة المحتملة تتراوح بين فوز ضيق لليون أو التعادل الإيجابي، مع إمكانية حدوث مفاجأة من سالزبورج الذي يلعب بلا ضغوط بعد خسارة الجولة الأولى.
بغض النظر عن النتيجة النهائية، فإن مباراة الخميس ستكون بمثابة عيد كروي حقيقي للجماهير الأوروبية، وستضع اللبنة الأولى في مسيرة كلا الفريقين نحو تحقيق أهدافهما في النسخة الجديدة من الدوري الأوروبي. الموعد محدد في الساعة 21:00 بتوقيت وسط أوروبا، وستكون العيون مسلطة على ملعب جروباما ستاديوم لمشاهدة هذا الصراع الأوروبي المثير.
بطاقة المباراة ليون Vs سالزبورج
البطولة | الدوري الأوروبي |
---|---|
اسم القناة | غير مدرج |
تاريخ المباراة | 2 أكتوبر 2025 |
توقيت المباراة | 10:00 PM بتوقيت القاهرة |
المعلق | غير مدرج |
نتيجة المباراة | ليون 0 - 0 سالزبورج |