موعد مباراة نابولي وسبورتينغ لشبونة اليوم الأربعاء 01-10-2025 يلا شوت في دوري أبطال أوروبا

تستضيف مدينة نابولي الإيطالية يوم الأربعاء الموافق الأول من أكتوبر 2025 واحدة من أبرز مواجهات الجولة الثانية من دوري أبطال أوروبا، حيث يلتقي نابولي الإيطالي مع ضيفه سبورتينغ لشبونة البرتغالي على ملعب ديجو أرماندو مارادونا في تمام الساعة 22:00 بالتوقيت المحلي. هذه المباراة تحمل أهمية بالغة لكلا الفريقين في ظل النظام الجديد للبطولة القارية الأهم، حيث يسعى نابولي لتعويض خيبة البداية بينما يحاول سبورتينغ مواصلة انطلاقته الناجحة.

شهد موسم 2025-2026 تطبيق النظام الجديد لدوري أبطال أوروبا للعام الثاني على التوالي، والذي يضم 36 فريقاً يتنافسون في مرحلة دوري موحدة بدلاً من نظام المجموعات التقليدي. يلعب كل فريق 8 مباريات (4 على ملعبه و4 خارج ملعبه)، حيث يتأهل أصحاب المراكز الثمانية الأولى مباشرة إلى دور الـ16، بينما تخوض الفرق من المركز 9 إلى 24 الملحق التأهيلي، وتودع الفرق من المركز 25 إلى 36 البطولة نهائياً.

هذا النظام الجديد يجعل كل نقطة في غاية الأهمية، خاصة للفرق التي بدأت بداية متعثرة مثل نابولي الذي يحتل المركز 31 برصيد صفر نقطة بعد الهزيمة 0-2 أمام مانشستر سيتي. في المقابل، يحتل سبورتينغ لشبونة المركز الرابع برصيد 3 نقاط بعد فوزه الساحق 4-1 على كايرات ألماتي.

نابولي: تحديات الإصابات وضغط النتائج

يدخل نابولي هذه المباراة وهو يواجه تحديات كبيرة على صعيد الإصابات والغيابات. المشكلة الأكبر تكمن في غياب المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو، الذي يعاني من إصابة خطيرة في عضلة الفخذ الأمامي اليسرى منذ شهر أغسطس الماضي. وفقاً لطبيب النادي رافائيل كانونيكو، فإن لوكاكو تعرض لتمزق خطير في العضلة المستقيمة مع إصابة في أحد الأوتار المرتبطة بها، ولن يعود قبل شهر ديسمبر المقبل.

إلى جانب غياب لوكاكو، يفتقد المدرب أنطونيو كونتي خدمات المدافع الكوسوفي أمير رحماني بسبب إصابة في الفخذ تعرض لها خلال مباراة منتخب بلاده ضد سويسرا. كما يغيب المدافع أليساندرو بونجيورنو بسبب الإصابة، مما يضع ضغطاً إضافياً على خط دفاع الفريق.

رغم هذه التحديات، يظهر نابولي أداءً مبهراً في الدوري الإيطالي حيث يتصدر الترتيب بالعلامة الكاملة من 4 جولات، محققاً 12 نقطة وسجل 10 أهداف مقابل 5 أهداف استقبلها. هذا التباين بين الأداء المحلي والأوروبي يضع كونتي أمام تحدي كبير لإثبات قدرة فريقه على المنافسة في البطولة القارية.

أنطونيو كونتي: الطموح الأوروبي والواقعية التكتيكية

يواجه أنطونيو كونتي انتقادات بسبب عدم تحقيقه أي لقب في دوري أبطال أوروبا طوال مسيرته التدريبية، رغم نجاحاته المحلية الكبيرة. رد كونتي على هذه الانتقادات بقوله: “لا يمكنكم الفوز بدوري أبطال أوروبا بمجرد المشاركة فيه. شاركت في المسابقات القارية لستة أعوام فقط، ودائماً ما تسلمت تدريب أندية في طور البناء”.

يدرك كونتي التحديات المالية التي يواجهها نابولي مقارنة بالأندية الكبرى مثل مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان، مؤكداً على أهمية احترام حدود النادي المالية. بعد الهزيمة أمام مانشستر سيتي، قال كونتي: “من الصعب اللعب أمام مانشستر سيتي 11 ضد 11، وبعد 20 دقيقة يصبح الأمر مستحيلاً بـ 10 لاعبين”، في إشارة إلى طرد جيوفاني دي لورينزو.

سبورتينغ لشبونة: الثقة والزخم تحت قيادة روي بورجيس

يدخل سبورتينغ لشبونة هذه المواجهة وهو في حالة معنوية ممتازة تحت قيادة مدربه الجديد روي بورجيس، الذي تولى المهمة في ديسمبر 2024 خلفاً لجواو بيريرا. بورجيس، الذي قاد الفريق للفوز بديربي لشبونة أمام بنفيكا 1-0 في أول مباراة له، نجح في الحفاظ على زخم الفريق وتطوير أسلوب لعبه الهجومي.

النجم الأبرز في صفوف سبورتينغ هو المهاجم البرتغالي فرانسيسكو ترينكاو، البالغ من العمر 25 عاماً. ترينكاو، الذي انضم للفريق معاراً من برشلونة، يمر بفترة ذهبية حيث سجل هدفين في فوز الفريق 4-1 على كايرات ألماتي في الجولة الأولى من دوري الأبطال. الجناح البرتغالي، الذي فاز ببطولة أوروبا تحت 19 سنة عام 2018 وكان هدافها، أصبح محور الهجوم السبورتنجي بقدرته على اللعب في عدة مراكز هجومية.

إلى جانب ترينكاو، يعتمد بورجيس على مهاجم الفريق فيكتور جيوكيريس، الذي انتقل لأرسنال في الصيف الماضي ولكن الفريق احتفظ ببدائل قوية في الخط الأمامي. الفريق البرتغالي يتصدر الدوري البرتغالي برصيد 15 نقطة من 6 مباريات، متفوقاً على بورتو وبنفيكا.

التحليل التكتيكي والمواجهة المباشرة

من الناحية التكتيكية، تعد هذه المواجهة صراعاً بين فلسفتين مختلفتين. كونتي معروف بنظامه المفضل 3-4-2-1 أو 3-5-2، والذي يركز على الانضباط الدفاعي والانتقال السريع للهجوم. في المقابل، يفضل بورجيس أسلوباً أكثر هجومية يعتمد على الضغط العالي والاستحواذ على الكرة.

التاريخ المباشر بين الفريقين محدود جداً، حيث التقيا مرتين فقط في المسابقات الأوروبية وانتهت المباراتان بالتعادل. هذا العامل يضيف عنصر عدم اليقين للمواجهة، خاصة أن كلا الفريقين يمر بمراحل مختلفة من التطور تحت قيادة مدربيهما.

أهمية المباراة في سياق التأهل
تحمل هذه المباراة أهمية قصوى لنابولي الذي يحتاج بشدة لنقاط إيجابية لتجنب التعقيدات في مشواره الأوروبي. النظام الجديد للبطولة يعني أن كل نقطة ثمينة، والفرق التي تبدأ ببطء قد تجد نفسها في وضعية صعبة للتأهل حتى للملحق.

بالنسبة لسبورتينغ، فإن الفوز سيضعه في موقعية ممتازة للتأهل المباشر لدور الـ16، خاصة مع المباريات المتبقية أمام فرق أخرى في متناول اليد. الفريق البرتغالي يدرك أن النقاط المكتسبة خارج الديار أكثر قيمة في النظام الجديد.

الجماهير وأجواء ملعب مارادونا

يُتوقع أن يشهد ملعب ديجو أرماندو مارادونا أجواءً استثنائية، حيث تشتهر جماهير نابولي بحماسها الجارف ودعمها اللامحدود للفريق. الملعب، الذي يتسع لأكثر من 60 ألف متفرج، سيكون عاملاً مهماً في دفع اللاعبين لتقديم أفضل ما لديهم.

هذا العامل الجماهيري قد يكون حاسماً، خاصة أن نابولي يحتاج لاستعادة الثقة بعد الهزيمة المؤلمة أمام مانشستر سيتي. كونتي أكد في تصريحاته الأخيرة أن الفريق “سعيد للغاية بخوض هذه المسابقة، فهي الأرفع على مستوى الأندية”.

التوقعات والسيناريوهات المحتملة
تشير التوقعات إلى أن المباراة ستكون متوازنة رغم تفوق نابولي على الورق بحكم اللعب في الديار. غياب لوكاكو يضعف الخيارات الهجومية للفريق الإيطالي، بينما يمتلك سبورتينغ عمقاً هجومياً أفضل بقيادة ترينكاو.

الخبراء يرون أن نتيجة التعادل قد تكون عادلة لكلا الفريقين، لكن نابولي بحاجة ماسة للفوز لتحسين وضعيته في الترتيب. من جانب آخر، سبورتينغ لديه الكثير ليكسبه والقليل ليخسره، مما قد يجعله أكثر جرأة في المباراة.

خاتمة: مواجهة مصيرية في ليلة أوروبية مميزة
مواجهة نابولي وسبورتينغ لشبونة يوم الأربعاء 01 أكتوبر 2025 تمثل نموذجاً مثالياً للنظام الجديد لدوري أبطال أوروبا، حيث تلتقي فرق من مستويات مختلفة في مواجهات قد تحدد مصيرها في البطولة. نابولي، بتاريخه العريق وطموحات كونتي، يواجه تحدي استعادة الثقة والتأقلم مع الغيابات المؤثرة. في المقابل، سبورتينغ لشبونة يسعى لتأكيد عودته القوية للواجهة الأوروبية تحت قيادة بورجيس والاستفادة من حالة ترينكاو المتألقة.

النتيجة ستكون لها تأثير كبير على حسابات التأهل لكلا الفريقين، خاصة في ظل صعوبة المباريات المتبقية في النظام الجديد. مهما كانت النتيجة، فإن هذه المواجهة ستبقى محفورة في ذاكرة عشاق الكرة الأوروبية كواحدة من أبرز مباريات الجولة الثانية من دوري أبطال أوروبا 2025-2026.